Friday, January 29, 2010

Wednesday, January 20, 2010

Dubai... A Big Construction Site



























سهرة إيرانية

الذهاب إلى سهرة إيرانية... هذا ما كنت أريده منذ أكثر من عام و لم أجد من يرافقني أو يدعوني, فقد كنت أشعر بالفضول إزاء هذه السهرات و خصوصا أنه عندما تلفظ كلمة إيران يتبادر إلى الذهن الثورة الإيرانية و ما رافقها من صور في الإعلام و أفكار مسبقة لمجتمع إسلامي محافظ ... أمنية أو رغبة تحققت البارحة و بمحض الصدف.كنا أنا و صديقتي الهندية المتزوجة من لبناني ذاهبتين إلى سهرة دعينا إليها. سهرة كانت من المتوقع أن تكون حدثاً وللأسف جاءت مخيبة للآمال! لذا كان علينا أن نجد بديلاً لهذه الأمسية ففكرة العودة إلى المنزل باكراً اختفت من أذهاننا! بعد أن تركنا مشروعنا الفاشل تبادر إلى ذهني السؤال عن احتمالات وجود سهرة إيرانية في المدينة ... و... نعم! هناك سهرة تجري كل أربعاء في ناد ليلي! التعليق كان عندما أجريت اتصالاتي أنه حتماً سنبدو غريبتين عن المكان و عن الحشد المتواجد! لماذا؟؟!!! ربما صديقتي الهندية ستبدو غريبة و لكنني لا أعتقد سأكون مختلفة بالشكل عن الإيرانيات ... فأينما ذهبت في دبي أسأل عما إذا كنت إيرانية... و لا أدري لماذا!أول مفاجأة كانت على الباب... الصبايا الإيرانيات... ماكياج, لا يُعلى عليه!أحمر الشفاه الأحمر القاني, الشعر المرفوع و خصوصاً الغرّة من الأمام بشكل ملفت للنظر! هذا بغض النظر عن الفساتين الضيقة البالغة القصر حتى أنها لا تصل تحت الأرداف بسنتمتر واحد...في الداخل، أكيد الأزياء كانت ملفتة للنظر أكثر و أكثر! الشعر الأشقر المصبوغ إلى درجة البياض... يبدو أنه آخر صيحة بين الإيرانيات. أما الموضة فكأنها توقفت عند الثمانينات و لم تتبدّل... وكل الصبايا اشترين ثيابهن من محل واحد و ذهبن إلى ذات الكوافير!لطالما سمعت بدبي عن الصبايا الإيرانيات و عن جمالهن و أنهن ينافسن اللبنانيات... أكيد... ينافسن اللبنانيات بالثياب الفاضحة... ليس لأن اللبنانيات قدّيسات, و لكنهن يلبسن بطريقة راقية أكثر و لا شك!أما الشباب... لا شيء يذكر, عاديين جداً مقارنة مع الصبايا و غير ملفتين للنظر, باستثناء رجل المافيا الخمسيني في بذلته البيضاء و وجهه العبوس و إلى جانبه صديقه العشريني الأنيق... و العابس أكيد.قرابة الواحدة و النصف بدأت السهرة تحمى و الرواد بازدياد...الأغاني 95% باللغة الفارسية. طبعاً كانت كاللغة الصينية بالنسبة لنا!توقعت أن أرى مثلا على الطريقة اللبنانية , في السهرات, كل فريق سياسي له أغنيته و شعاره الذي يمكن تمييزه من خلال حركات الأصابع. و بما أنه مؤخراً في إيران يوجد مؤيدو موسوي و نجاد, توقعت أن أرى أي شيء يدل على الاتجاهات السياسية... و لكن طبعاً مؤيدو نجاد لن يأتوا ليرقصوا... إضافة, أنه كما يقول البعض, أن أكثرية الإيرانيين المتواجدين في دبي هم من مؤيدي موسوي.بدأت الأجواء تزداد حماسة, أغاني الراب الانكليزية دبلجت للفارسي و حتى الرغيتون اللاتيني و أر أند بي ... كله بالفارسي. فجأة صدح صوت إليسا بأغنية "حبيت"! طبعاً انتعشت! أغنية لبنانية! بعد إليسا, أغنية "يا غالي" لفرقة كويتية لم أعد أذكر اسمها, ولكنها طبعاً كانت بالفارسي!لم نتوقف عن الضحك لا أنا و لا صديقتي, عوّض الإيقاع الموسيقي عن جهلنا للغة الفارسية! هي رقصت على الطريقة الهندية مع هزة الرأس ... و أنا طبعاً على الطريقة اللبنانية. كان شعورنا و كأننا قادمتين من كوكب آخر! توال طلب قناني الشمبانيا على الطريقة اللبنانية و بكميّات وافية إحتفاءاً بأعياد ميلاد عدد من الموجودين.في آخر السهرة كنت أنظر حولي فرأيت رجلاً أربعيني لحيته طويلة فيها شيب و قميص طويل منقوش بالمربعات. كان شكله غريب عن الباقين, و كأنه كان يراقب الجميع ليملأ مفكرته لاحقاً بتقارير وافية! نظرت إلى يده فأرى قنينة بيرة... احتمال كبير أنها للتمويه!


دبي - 14/08/09