"إلى أمي .. مع التحية"
تناقلت وسائل الإعلام الخبر التالي:
"أقدمت أم هندية على طعن ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات بسكين في بطنه؛ طعنة جاءت بأحشائه الى أمامه، في مشهد درامي جعل والد الطفل في حالة هلع وفزع شديدين..أجّل كل شيء على أثرهما ، حتى محاسبة "الجانية" ليكسب الثواني لاسعاف "المجني عليه". وبصعوبة بالغة استطاع الفريق الطبي اسعاف الطفل وإعادة كل شيء الى مكانه.
وقبل أن يفيق الطفل من المخدر، كانت الأم في قبضة الشرطة ، واعترفت للمحقق أنها أقدمت على فعلتها هذه لأنها أنفقت أكثر من ساعة من الزمن في تعليم" فلذة كبدها" كيفية التفريق في اللفظ بين الحرفين(إي) و ( في ) باللغة اللاتينية ..ولكن من دون جدوى؛ الأمر الذي أخرجها عن طورها. ولم تجد وسيلة لمعاقبته سوى "بقر" بطنه بالسكين!"
هذا الخبر، على مأساويته وإثارته ولا انسانيته أيضا، أثار فيّ الكثير والكثير.. وحملني من فوره على جناح من الأفكارالغريبة.. وفي النهاية وجدت نفسي أقول: الحمد لله.. الشكر لله!
لقد حمدت الله وشكرته على أن الأمهات العربيات شفوقات رحيمات؛ نادراً ما تُـقدم واحدة منهن على إيذاء ولدها مهما اشتد غضبها منه.. فنحن العرب محظوظون جداً بقلوب أمهاتنا.. ولو كانت أمهاتنا مثل تلك الأم الهندية لامتلأت شوارع وساحات مدننا العربية بالأعضاء البشرية، ولأصبحت هذه الساحات أشبه ما تكون بمتاحف لعرض الأذان المقطوعة، والعيون المقلوعة، الكروش والأمعاء والطحالات والمررات والقلوب و(.......)؛ فالحمد لله إنه الرحمن الرحيم.
فالأم الهندية طعنت ابنها و فغرت كرشه لأنه لم يتمكن من التفريق بين حرفين في التهجية.. بينما أمهاتنا العربيات لم يصفعن أحداً من أبنائهن،ولو صفعة،على الرغم من أنهم نسوا التاريخ والجغرافيا..و باعوا واشتروا منساقين خلف أوهام ونزعات شخصية وحسب.
الحمد لله أن أمهات الكثير من المديرين في مواقع المسؤولية العربية، ومعاونيهم ونوابهم ومستشاريهم، رحيمات شفوقات، وإلاّ لكانت قد تحولت المؤسسات التي يقوم عليها هؤلاء الى مسالخ تفوح منها رائحة الدم ، بعدما أهملوا ما أهملوه، وبعدما تلاعبوا بمصالح الناس من دون أدنى رادع أو وخزة من ضمير.
الحمد لله أن أمهات الكثير من المدرسين و"المعلمين" العرب رحيمات شفوقات؛ وإلاّ لكنا استفقنا ذات يوم لنرى كروش هؤلاء وقد فصلت عن أجسادهم، بعدما جعلوا من أسمى المهن وأكثرها قداسة تجارة وشطارة.. ربح وخسارة.
الحمد لله أن أمهات الكثير من الأطباء العرب رحيمات شفوقات، وإلا لعجزت المستشفيات والمراكز الطبية التي يعملون فيها عن تقديم المساعدة الكافية إليهم وهم مطعونون طعنات خارقة حارقة في كروشهم، بعدما نسوا أوتناسوا أنهم مؤتمنون على أرواح خلق الله وصحتهم، وجعلوا من مهنتهم "بيزنس" فقط.. وعملهم خاضع لمنطق العرض والطلب!
الحمد لله أن أمهات الكثرة الكاثرة من المثقفين العرب رحيمات شفوقات، وإلاّ لوجدنا الأوراق التي يسطرون عليها كذبهم ودجلهم وشهادات الزور، التي يبيعونها بأرخص الأثمان، وقد امتزج حبرها بالأمعاء والدماء!
الحمد لله أن أمهات الكثير من السياسيين العرب رحيمات شفوقات، وإلاّ لوجدناهم أمام المصير الذي يستحقونه، بعدما تخلوا عن كل شيء وباعوا كل شيء وحوّلوا الأوطان الى مزارع وإقطاعات لهم ولمن معهم!
الحمدلله،وألف الحمدلله أن أمهات أغلب الحكام العرب ليس فيهن ولوجزء يسير من تلك الأم الهندية، وإلاّ لكانت أجسادهم إما متناثرة هنا وهناك، وإما كجسد "خالد بن الوليد" لا يخلو شبر منه من طعنة سيف أو رشقة رمح.. عقاباً لهم على ما فعلوه بشعوبهم..
الحمد لله وألف الحمدلله أن أمهاتنا لا تشبه تلك الأم الهندية، وكذلك أمي، لأن مصيري كان سيشبه، تماماً، مصير ذلك الطفل، بعدما تقرأ أو يقرأ لها أحد هذه السطور!
فهل من عربي يشك، بعد الآن، بأن الله قد سخر له من الأمهات ما لم يسخره للآخرين!
الحمد لله.. وليكن الله في عون كل مَنْ في أمه جزء مما في تلك الأم الهندية.
****
تنويه:
لم يذكر الخبر(مستهل الحديث) إن كان الأطباء الذين خاطوا بطن الطفل المبقور قد نسوا فيه قطناً أوشاشاً أو مقصاً.. أوغير ذلك!
بسّــام بــلّان
تناقلت وسائل الإعلام الخبر التالي:
"أقدمت أم هندية على طعن ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات بسكين في بطنه؛ طعنة جاءت بأحشائه الى أمامه، في مشهد درامي جعل والد الطفل في حالة هلع وفزع شديدين..أجّل كل شيء على أثرهما ، حتى محاسبة "الجانية" ليكسب الثواني لاسعاف "المجني عليه". وبصعوبة بالغة استطاع الفريق الطبي اسعاف الطفل وإعادة كل شيء الى مكانه.
وقبل أن يفيق الطفل من المخدر، كانت الأم في قبضة الشرطة ، واعترفت للمحقق أنها أقدمت على فعلتها هذه لأنها أنفقت أكثر من ساعة من الزمن في تعليم" فلذة كبدها" كيفية التفريق في اللفظ بين الحرفين(إي) و ( في ) باللغة اللاتينية ..ولكن من دون جدوى؛ الأمر الذي أخرجها عن طورها. ولم تجد وسيلة لمعاقبته سوى "بقر" بطنه بالسكين!"
هذا الخبر، على مأساويته وإثارته ولا انسانيته أيضا، أثار فيّ الكثير والكثير.. وحملني من فوره على جناح من الأفكارالغريبة.. وفي النهاية وجدت نفسي أقول: الحمد لله.. الشكر لله!
لقد حمدت الله وشكرته على أن الأمهات العربيات شفوقات رحيمات؛ نادراً ما تُـقدم واحدة منهن على إيذاء ولدها مهما اشتد غضبها منه.. فنحن العرب محظوظون جداً بقلوب أمهاتنا.. ولو كانت أمهاتنا مثل تلك الأم الهندية لامتلأت شوارع وساحات مدننا العربية بالأعضاء البشرية، ولأصبحت هذه الساحات أشبه ما تكون بمتاحف لعرض الأذان المقطوعة، والعيون المقلوعة، الكروش والأمعاء والطحالات والمررات والقلوب و(.......)؛ فالحمد لله إنه الرحمن الرحيم.
فالأم الهندية طعنت ابنها و فغرت كرشه لأنه لم يتمكن من التفريق بين حرفين في التهجية.. بينما أمهاتنا العربيات لم يصفعن أحداً من أبنائهن،ولو صفعة،على الرغم من أنهم نسوا التاريخ والجغرافيا..و باعوا واشتروا منساقين خلف أوهام ونزعات شخصية وحسب.
الحمد لله أن أمهات الكثير من المديرين في مواقع المسؤولية العربية، ومعاونيهم ونوابهم ومستشاريهم، رحيمات شفوقات، وإلاّ لكانت قد تحولت المؤسسات التي يقوم عليها هؤلاء الى مسالخ تفوح منها رائحة الدم ، بعدما أهملوا ما أهملوه، وبعدما تلاعبوا بمصالح الناس من دون أدنى رادع أو وخزة من ضمير.
الحمد لله أن أمهات الكثير من المدرسين و"المعلمين" العرب رحيمات شفوقات؛ وإلاّ لكنا استفقنا ذات يوم لنرى كروش هؤلاء وقد فصلت عن أجسادهم، بعدما جعلوا من أسمى المهن وأكثرها قداسة تجارة وشطارة.. ربح وخسارة.
الحمد لله أن أمهات الكثير من الأطباء العرب رحيمات شفوقات، وإلا لعجزت المستشفيات والمراكز الطبية التي يعملون فيها عن تقديم المساعدة الكافية إليهم وهم مطعونون طعنات خارقة حارقة في كروشهم، بعدما نسوا أوتناسوا أنهم مؤتمنون على أرواح خلق الله وصحتهم، وجعلوا من مهنتهم "بيزنس" فقط.. وعملهم خاضع لمنطق العرض والطلب!
الحمد لله أن أمهات الكثرة الكاثرة من المثقفين العرب رحيمات شفوقات، وإلاّ لوجدنا الأوراق التي يسطرون عليها كذبهم ودجلهم وشهادات الزور، التي يبيعونها بأرخص الأثمان، وقد امتزج حبرها بالأمعاء والدماء!
الحمد لله أن أمهات الكثير من السياسيين العرب رحيمات شفوقات، وإلاّ لوجدناهم أمام المصير الذي يستحقونه، بعدما تخلوا عن كل شيء وباعوا كل شيء وحوّلوا الأوطان الى مزارع وإقطاعات لهم ولمن معهم!
الحمدلله،وألف الحمدلله أن أمهات أغلب الحكام العرب ليس فيهن ولوجزء يسير من تلك الأم الهندية، وإلاّ لكانت أجسادهم إما متناثرة هنا وهناك، وإما كجسد "خالد بن الوليد" لا يخلو شبر منه من طعنة سيف أو رشقة رمح.. عقاباً لهم على ما فعلوه بشعوبهم..
الحمد لله وألف الحمدلله أن أمهاتنا لا تشبه تلك الأم الهندية، وكذلك أمي، لأن مصيري كان سيشبه، تماماً، مصير ذلك الطفل، بعدما تقرأ أو يقرأ لها أحد هذه السطور!
فهل من عربي يشك، بعد الآن، بأن الله قد سخر له من الأمهات ما لم يسخره للآخرين!
الحمد لله.. وليكن الله في عون كل مَنْ في أمه جزء مما في تلك الأم الهندية.
****
تنويه:
لم يذكر الخبر(مستهل الحديث) إن كان الأطباء الذين خاطوا بطن الطفل المبقور قد نسوا فيه قطناً أوشاشاً أو مقصاً.. أوغير ذلك!
بسّــام بــلّان
No comments:
Post a Comment